أرخبيل المعرفة

السباحة في الفضاء الخارجي: المخاطر والتكاليف

يعدّ السير في الفضاء، أو كما يُعرف أيضًا بـ “السباحة في الفضاء”، من أكثر المهام إثارة وتحديًا لرواد الفضاء. يتم ذلك عندما يخرج رائد الفضاء من المركبة الفضائية للعمل في الفضاء المفتوح، وهو ما يوفر تجربة مذهلة ولكنها محفوفة بالمخاطر. بالإضافة إلى ذلك، تتطلب هذه المهمة ارتداء بدلة فضاء خاصة بتكلفة مرتفعة، وهي أحد أسباب ارتفاع نفقات البعثات الفضائية.

المخاطر التي تواجه رواد الفضاء أثناء السباحة في الفضاء

  1. عدم وجود الجاذبية: في ظل انعدام الجاذبية، يمكن أن يطفو رائد الفضاء بعيدًا عن المركبة، لذا يستخدم الرواد أحزمة أمان أو نظامًا للربط يسمى “رباط الأمان” ليظلوا متصلين بالمركبة الفضائية، كما أن بعض البعثات تستخدم وحدات دفع للسيطرة على الحركة.
  2. درجات الحرارة القصوى: قد تتراوح درجات الحرارة في الفضاء بين +120 درجة مئوية في ضوء الشمس و -160 درجة مئوية في الظل. لمواجهة هذه الظروف، ترتدي رواد الفضاء بدلات متطورة توفر لهم العزل الحراري اللازم.
  3. التعرض للإشعاعات: بدون الغلاف الجوي للأرض، يتعرض الرواد لمستويات عالية من الإشعاعات الكونية والأشعة فوق البنفسجية. تحتوي البدلات الفضائية على طبقات واقية، لكنها لا توفر حماية كاملة، مما يجعل التعرض المطول للإشعاعات خطيرًا.
  4. خطر الاصطدام بالحطام الفضائي: قطع الحطام الفضائي قد تتحرك بسرعات عالية، ما يشكل خطرًا على رواد الفضاء. حتى الصدمات الصغيرة من الجسيمات الدقيقة قد تسبب أضرارًا جسيمة للبدلة.
  5. انعدام الضغط: في حالة تمزق البدلة الفضائية، قد يتعرض الرائد لفقدان الضغط، ما يؤدي إلى ظاهرة “الفراغ القاتل” حيث تغلي السوائل في الجسم. ولذلك، يتم تصميم البدلات لتحمل أقصى ظروف الضغط الممكنة.
  6. مشكلات الرؤية والتواصل: قد يؤثر بُعد المسافة عن الأرض وأحيانًا المسافات الكبيرة بين المركبة والرواد على التواصل، بالإضافة إلى تأثر الرؤية بانعكاس أشعة الشمس على قناع الخوذة.
  7. الإرهاق وانخفاض مستوى الأكسجين: الأنشطة في الفضاء تتطلب مجهودًا بدنيًا كبيرًا، ولذا يتم تزويد البدلات بأنظمة أكسجين متطورة، لكن أي خلل في الأكسجين قد يؤدي إلى نقص أو تسمم بالأكسجين.

تكاليف بدلة الفضاء

يبلغ متوسط تكلفة بدلة الفضاء الواحدة ما بين 12 و20 مليون دولار أمريكي. هذه التكلفة المرتفعة تعود إلى عدة أسباب رئيسية:

  • التصميم والتكنولوجيا المتقدمة: تحتوي البدلة على أنظمة دعم الحياة، مثل توفير الأكسجين والتحكم في الحرارة والرطوبة وإزالة ثاني أكسيد الكربون، بالإضافة إلى أجهزة اتصال وأنظمة حماية متعددة.
  • العديد من الطبقات الواقية: تتكون البدلة من حوالي 14 طبقة مختلفة، مصنوعة من مواد متينة مثل الألياف الكيفلر والنيلون المقاوم للحرارة، والتي توفر الحماية ضد الإشعاعات ودرجات الحرارة القصوى والحطام الفضائي.
  • التصنيع المخصص والدقيق: تُصنع بدلات الفضاء حسب مقاسات وتفضيلات كل رائد فضاء، مما يتطلب تصميمًا دقيقًا ومخصصًا يتيح للرواد حرية الحركة أثناء السباحة في الفضاء.
  • الاختبارات المكثفة: تخضع البدلات الفضائية لاختبارات مكثفة لمحاكاة ظروف الضغط والحرارة والإشعاع، وذلك لضمان سلامة رواد الفضاء في البيئة الفضائية القاسية.
  • الأبحاث والتطوير المستمرين: يستثمر قطاع الفضاء باستمرار في الأبحاث لتحسين البدلات وجعلها أكثر أمانًا وكفاءة، مما يرفع التكلفة الإجمالية.

بشكل عام، فإن المخاطر العالية التي يواجهها رواد الفضاء أثناء السباحة في الفضاء تتطلب تجهيزات متقدمة ومكلفة لحمايتهم وتأمينهم، مما يفسر جزئيًا ارتفاع تكلفة استكشاف الفضاء. ورغم هذه التحديات، فإن التكنولوجيا المتطورة والتدريب المكثف يتيحان لرواد الفضاء القيام بمهامهم بأمان نسبي ويمنحونهم تجربة استثنائية في الفضاء المفتوح.

اظهر المزيد

اترك رد

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى