
في ظل التطور المتسارع في تقنيات الذكاء الاصطناعي، تبرز الحاجة الملحّة إلى توعية الأسر والمربين بخطورته المحتملة على الأطفال واليافعين.
فوفقًا لتقرير صادر عن معهد الأمم المتحدة الإقليمي لبحوث الجريمة والعدالة الجنائية، استُخدمت أدوات الذكاء الاصطناعي في السنوات الأخيرة في محاولات خداع رقمية تستهدف الصغار عبر محتوى مزيف أو انتحال شخصيات مألوفة، الأمر الذي يشكّل تهديدًا حقيقيًا على أمانهم النفسي والرقمي.
وقد أكد تحالف إنقاذ الأطفال العالمي أن التوعية بمخاطر الذكاء الاصطناعي أصبحت جزءًا أساسيًا من أنظمة الحماية الحديثة، وتشمل توعية الأهالي والأطفال على حد سواء.
فيما يلي أبرز الخطوات التي يمكن أن تساعد في حماية الأطفال واليافعين من هذه التهديدات الرقمية:
1. بناء حوار صادق ومستمر
الأساس في الحماية هو الثقة. يجب أن يشعر الطفل أو اليافع بأنه يستطيع التحدث بصراحة عمّا يواجهه على الإنترنت.
فالعزلة والخوف من إبلاغ الأهل هي الثغرة التي يستغلها المحتالون.
كما يجب على الأهل أن يدركوا قدرة أدوات الذكاء الاصطناعي على توليد محتوى يبدو حقيقيًا، حتى لا تنطلي عليهم خدع رقمية تتعلق بأبنائهم.
2. الذكاء الاصطناعي ليس عدوًا دائمًا
رغم مخاطره، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يكون أداة تعليم وتوعية فعّالة إذا استُخدم بشكل آمن وتحت إشراف الأهل.
ينصح الخبراء باستخدام هذه الأدوات بمرافقة الأبناء لفهم ما هو مفيد وتجنب المحتوى الخاطئ أو المضلل.
3. استخدام كلمات سر عائلية
بحسب تقرير من صحيفة واشنطن بوست، ابتكر بعض الأهالي شبكة من الكلمات السرية التي يتفقون عليها مع أبنائهم لاستخدامها في حالات الشك.
فحتى لو حاول أحدهم انتحال شخصية قريبة بصوت مطابق، فإن عدم معرفة كلمة السر يكشف الخداع.
4. الاستفادة من أدوات الذكاء الاصطناعي لكشف المحتوى المزيف
هناك أدوات متقدمة تستطيع تحليل الصور والمقاطع الصوتية والمرئية لتحديد ما إذا كانت مزيفة أو أصلية.
في الحالات الحساسة، يفضل استخدام النسخ المدفوعة من هذه الأدوات لضمان أعلى درجات الدقة.
5. الانتباه للتفاصيل
أي عملية احتيال رقمية تعتمد على إقناع الضحية. لذا، فإن التركيز على التفاصيل الصغيرة في الكلام والسلوك هو مفتاح كشف المحتال.
وفي حال الشك، يُنصح بقطع الاتصال والتواصل مع الشخص الحقيقي من خلال وسيلة مؤكدة.
6. مسؤولية مجتمعية مشتركة
يتطلب التصدي لمخاطر الذكاء الاصطناعي جهودًا من مختلف الأطراف:
الحكومات من خلال التشريعات،
الشركات من خلال ضبط استخدام التقنيات،
المؤسسات التعليمية من خلال المناهج،
والأسر من خلال التوعية والمرافقة اليومية.

الذكاء الاصطناعي أداة قوية، وقد يكون نافعا أو ضارا حسب من يستخدمه.
لهذا، فإن بناء وعي رقمي، وتعزيز الثقة داخل الأسرة، وتطوير مهارات الفهم والتقييم لدى الأطفال واليافعين، هي خطوات لا غنى عنها في هذا العصر الرقمي المتغير.
المعرفة والحوار والتقنيات الذكية هي درع الأسرة الحقيقي. فلنستخدمها بوعي.