
إلياس الزين (1977-2020)، محامٍ وناشط في حقوق الإنسان، ورائد في المجتمع المدني بتونس والمنطقة العربية والأورو-متوسطية. يُعد الزين أحد أبرز الشخصيات التي ساهمت في ترسيخ قيم الديمقراطية والتنمية والحوار والتنوع من خلال تطويره لنظرية التغيير 4D، التي أصبحت حجر الزاوية في العديد من المبادرات المجتمعية الناجحة. بفضل رؤيته المستقبلية، تمكن الزين من تأسيس جيل جديد من الجمعيات المدنية التي انبثقت بعد عام 2011، مساهماً بذلك في تعزيز دور المجتمع المدني في مرحلة ما بعد الثورة في تونس.

تميز الزين بقدرته على الابتكار في مجالات التدريب وتطوير أدوات التعليم المتعلقة بحقوق الإنسان، حيث كانت إسهاماته محورًا رئيسيًا في تعزيز الوعي بحقوق الإنسان في مختلف شرائح المجتمع. كما تعاون مع عدد كبير من الشركاء التقنيين والماليين والمؤسسات الدولية، بما في ذلك البنك الدولي وUSAID والاتحاد الأوروبي وOCDE وUNDP واليونيسف وAFD وKAS والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية، لإعداد الدراسات والأبحاث وتنفيذ المهام التقييمية لبرامجهم.
الزين لم يكن مجرد محامٍ، بل كان ناشطًا ملتزمًا بقضايا الشباب والسياسات العامة، حيث سعى لتعزيز مفاهيم الحوكمة الرشيدة، والنزاهة والمساءلة، واللامركزية، والحكومة المفتوحة. كما لعب دورًا كبيرًا في تعزيز المشاركة المواطنية والانخراط المدني، ومكافحة التطرف العنيف، والدفاع عن حقوق الإنسان.

شغل إلياس الزين العديد من المناصب المرموقة التي تعكس مدى تأثيره الكبير على الساحة الوطنية والدولية:
- رئيس نادي اليونسكو ALECSO باردو تونس (2005)
- قائد شبكة مؤسسة آنا ليند في تونس (2008 – 2012)
- ميسر لأول راديو جمعياتي للشباب “أنا تونسي” (2011)
- رئيس مؤسس للمعهد التونسي للديمقراطية والتنمية ITDD (2013-2020)
- رئيس مؤسس للمركز التونسي للإعلام المجتمعي CTMC (2013-2020)
- رئيس مؤسس لجمعية رسل الحرية في العالم العربي (2016-2020)
- منسق مهرجان Sete Sois Sete Luas في تونس (2008-2020)
إلياس الزين ترك إرثًا عميقًا لا يقتصر فقط على تعزيز المجتمع المدني وحقوق الإنسان في تونس، بل امتد ليشكل نموذجًا يُحتذى به في المنطقة بأسرها. كان الزين رمزًا للعطاء والتفاني في خدمة القضايا الإنسانية، وساهم بإخلاص في بناء مجتمع أكثر عدالة وإنسانية.